أنت هنا

تسع سنوات مرت على الأزمة السورية، مازال الأردن يمثل نموذجًا رائدًا في الاستجابة للازمة، بعزيمة لا تتزعزع، عن طريق استضافة 1.36 مليون لاجئ سوري (660,000 منهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)، وتلبية احتياجاتهم الإنسانية، وتنمية قدرتهم على الصمود. ووصفت الأمم المتحدة الأزمة السورية، باعتبارها أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين، شكلت امتحانًا لقدرات المجتمع الدولي. ففي كل يوم، يقوم العاملون الإنسانيون بتمتين مسؤوليتهم تجاه السكان المتضررين، عن طريق العمل من أجل تخفيف معاناتهم، ودعم صمود اللاجئين السوريين، والمجتمعات المُضيفة. وهذا يستدعي شحذا للتفكير، وتبني مقاربات تتطابق مع الواقع على الأرض. قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع وزارة الشباب، وبتنسيق مع المفوضية السامية للأمم لشؤون اللاجئين، ويونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمجلس النرويجي للاجئين، بالإطلاق الرسمي لميثاق الشباب في العمل الإنساني (بالقيادة المشتركة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والفدرالية الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر)، في الأردن في يونيو 2020، بالتركيز على الشباب والاستجابة لجائحة كوفيد 19 . الهدف هو خلق مجتمع للممارسة حول أجندة الميثاق الذي يعمل للمناصرة من أجل:

ـ مشاركة وانخراط الشباب في الأطر الإنسانية، عن طريق تنظيم اجتماعات كل عامين، تلقي الضوء على مواضيع مختارة، حول الشباب في الأطر الإنسانية.

ـ بناء قدرات العاملين الإنسانيين والاخصائيين الشبابيين حول موجهات الميثاق المصادقة من قبل اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات.

ـ تحسين تقاسم المعرفة الشباب مع أعضاء الميثاق حول البحوث المتعلقة بالشباب، والتدخلات البرامجية، والبيانات، وأفضل الممارسات.

قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، والمجلس النرويجي للاجئين، بتنظيم ورشة عمل حول ميثاق الشباب في العمل الإنساني، بهدف بناء قدرات العاملين، والاخصائيين الشبابيين، وجهات التنسيق من مختلف مجموعات العمل، والقطاعات العاملة في مجال الاستجابة الإنسانية، الخاصة بميثاق الشباب في العمل الإنساني، وأدواته وموارده المعنية.

وقيمت الورشة، التي تمت عبر منصة زوم، في الفترة من 11 نوفمبر إلى 23 ديسمبر، وشملت مجموع سبع جلسات عبر الإنترنت، جرت بصورة أسبوعية بمعدل ساعة لكل جلسة. وقامت بتيسير الورشة، محللة الشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان، بثينة قمر، واستشارية الشباب بالمجلس النرويجي للاجئين، مى نصرالله، بالإضافة إلى متحدثين من الخبراء على المستويين الدولي والإقليمي. بالإضافة إلى هذا، تضمن التدريب قراءات اجبارية لموارد متعددة، شملت الموجهات الخاصة بميثاق اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، وتقرير اشعال جذوة الأمل، وموجهات العمل مع الشباب حول كوفيد ـ 19، وموجهات "مشاركون ومستمعون"، والموجهات الخاصة بمشاركة المراهقين والانخراط المدني.

كانت الجلسات منظمة حسب مداخلات المتحدثين من الضيوف، والمناقشات التفاعلية، ومسابقات منتي الأسبوعية. ركزت طريقة التعلم، على تقاسم الموارد العملية الخاصة بالبرامج الشبابية، وتمكين الشباب في مختلف القطاعات الإنسانية. وبعد تقديم المعرفة الفنية والأدوات العملية، قام المتحدثون والمشاركون بالتفاكر حول التجارب الميدانية. وأثرت الخلفيات المتعددة للشباب الثلاثين المشاركين النقاش والتفاعل، خاصة أن بعض المشاركين كانوا من الأخصائيين الشبابيين، الذين يقدمون خدمات شبابية وبرامج في مخيمات اللاجئين والمجتمعات المضيفة، والبعض الآخر شاركوا في قطاعات اخرى شملت الصحة، سبل العيش، مجال المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، الذين ابدوا رغبة في استكشاف الأدوات العملية للانخراط مع الشباب، وتوفير خدمات صديقة للشباب.

السيدة غادة السعد، إحدى المشاركات، التي تعمل كممرضة في إحدى عيادات الصحة الإنجابية في مخيم الزعتري للاجئين، المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، عكست عن رأيها في التدريب قائلة:

 

"كانت الورشة مفيدة جدا، وأفكر حول كيفية قيامنا بالعمل من أجل جعل خدماتنا أكثر صداقة للشباب والمراهقين. إنني أفكر في تنظيم أيام مفتوحة، تستهدف صغار السن في مجال التوعية بالصحة الجنسية والإنجابية، بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية، التي تعمل مع الشباب في المخيمات"

 

كان تركيز التدريب على تقديم فهم حول الموجهات بين القطاعية الحالية، الخاصة بالعمل مع ومن اجل الشباب في المجال الإنساني/ والأزمات الممتدة، كأداة عملية للتركيز على دورة البرامج الإنسانية، ومقاربة نظم المجموعات.

السيدة منار عمرو، أخصائية الشباب، في معهد العناية بصحة الأسرة، الذي يعتبر منظمة محلية رائدة في الاستجابة للأزمة السورية في المجتمعات المضيفة والمخيمات، عبرت عن رؤيتها حول الورشة قائلة، "هذه أكثر ورشة شاملة حول العمل مع الشباب. علينا أن نتعلم عن الأدوات والموارد المتنوعة، وقد وجدت وسائل تحسين مشاركة الشباب مفيدًا جدًا. كنت دائمًا اقوم بعملي دون خلفية نظرية، ووجدت في هذه الورشة الأطر المفاهيمية التي يمكن أن أرجع إليها"

وفي نهاية الورشة طلب من كل مشارك أن يطور خريطة طريق ملموسة، لتقوية موقع المراهقين والشباب في البرامج في سياق محدد، سواء كان ذلك في المنظمات والبرامج التي يعملون بها، أو على مستوى فريق العمل/المجموعة. صندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس النرويجي للاجئين سيقومان بتنظيم لقاء آخر في يونيو 2021. وستكون المجموعة التي شاركت في ورشة العمل نواة للمجتمع الممارس لعقد الشباب في مجال العمل الإنساني في الأردن، ولتبادل المعرفة حول الموارد والممارسة الجيدة الخاصة ببرامج الشباب، وتحسين مشاركة الشباب وانخراطهم.

للمزيد من المعلومات حول المجتمع الممارس للعقد في الأردن، يمكنكم الاتصال ببثينة قمر، محللة برنامج الشباب بصندوق الأمم المتحدة للسكان، عن طريق البريد الإلكتروني:

qamar@unfpa.org

 يمكنكم الوصول إلى موارد ورشة العمل بما في ذلك المذكرة المفاهيمية، والتسجيلات والمداخلات هنا:

https://bit.ly/3nM6ph4 

للتعرف أكثر عن الميثاق:

https://www.youthcompact.org/