يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، من أجل تعزيز قدرة الشباب لممارسة حقوقهم في الصحة الجنسية والإنجابية، في الإطارين التنموي والإنساني. وأحد العناصر المفتاحية لتحقيق هذا الهدف، هو الاستثمار في التعليم الجنسي الشامل للشباب، الذين يعيشون في الأردن. ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية من أجل تحسين التوعية المجتمعية حول القضايا الخاصة بحقوق المراهقين والشباب في الصحة الجنسية والإنجابية، وتمكينهم من اتباع أنماط حياة صحية، عن طريق تعزيز التعليم الجنسي الشامل من منظور ايكولوجي-اجتماعي، مع الأخذ في الحسبان أن التغيير ينبغي أن يكون خليطاً من المقاربات من الأسفل إلى الأعلى. وعليه، يركز برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان على خمسة مستويات مفتاحية رئيسية:
أولاً، المستوي الشخصي: عن طريق تصميم برامج لرفع مستوى معرفة اليافعين والشباب، حول التعليم الجنسي الشامل، عن طريق التدريب وجلسات التوعية، لتمكينهم لقيادة التعلم عن طريق الأقران، وخلق مبادرات يقودها الشباب. في الفترة من 2016 إلى 2020، تم الوصول إلى حوالي 20000 من طلاب الجامعات عن طريق المناهج المختارة الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، ودروس تعزيز الصحية في 6 جامعات (الجامعة الأردنية، والجامعة الهاشمية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا، وجامعة الزيتونة، وكلية الأميرة ثروت، وجامعة اربد الأهلية). إضافة إلى هذا، يهدف المشروع للاستثمار في القيادة الشبابية. وعليه، تم إنشاء شبكة شبابنا في الجامعات حيث اشترك حوالي 120 من الطلاب الشباب في عملية بناء قدرات، وخلقوا صلة بفرص التطوع، بما في ذلك التعلم عن طريق الأقران مع التركيز على الصحة الجنسية والإنجابية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وكوفيد 19. وفي 2020، شملت جلسات التعلم عن طريق الأقران، أكثر من 1500 من الشباب، بالإضافة إلى المبادرات الافتراضية، التي وصلت لأكثر من 6600 من مستخدمي الإعلام الاجتماعي. وقامت شبكة شبابنا بأكثر من 2474 ساعة عمل تطوعية خلال 2020. في 2021، يهدف البرنامج للوصول لألف من طلاب المدارس في الفئة العمرية 13-17 بالتعاون مع وزارة الصحة، عن طريق تجريب نموذج "تطور وسمات اليافعين" في المدارس الحكومية.
تم الوصول إلى حوالي 20000 من طلاب الجامعات عن طريق الدورات المختارة الخاصة بالصحة الجنسية والإنجابية، ودورات تعزيز المعارف الصحية في 6 جامعات.
ثانيًا، مستوى التواصل بين الأشخاص: بناء قدرات
يعمل المشروع مع أعضاء الهيئة التدريسية في ست جامعات في الأردن، لتطوير المواد الخاصة بالصحة الإنجابية. إضافة إلى هذا، يزمع صندوق الأمم المتحدة للسكان العمل مع المعلمين في 30 مدرسة ثانوية في الأردن، لطرح وحدات التعليم الجنسي الشامل، وذلك لأن المعلمين يعتبرون قدوة ومصدرًا موثوقا للمعلومات بالنسبة للطلاب وأسرهم. إن الاستثمار في التعلم عن طريق الأقران ينمي جانب العلاقة بين الأفراد، عن طريق الاستثمار في الشبكات الشبابية، مثل شبكة الأقران الشبابية وشبكة شبابنا.
"عندما سمعت ابنتي تقول إنها تحضر جلسة للتعلم عن طريق الأقران حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، ترددت واعتقدت ان الجلسة ستوسع آفاقها وبالتالي لن أكون مواكبة لقيمها ومبادئها. ولكن عندما استمعت للجلسة معها اندهشت لحجم المعلومات التي استقدتها حول الصحة الإنجابية. وتعلمت من تجربتي الشخصية. وفي نهاية الحلقة شكرت مقدمها، للجهود المبذولة لرفع الوعي حول مواضيع لا نعرف عنها كثيرًا، أو نعتبرها من الأمور المحرمة"
مجد كريسان، أم لإحدى المشاركات من معان
ثالثًا، المستوى التنظيمي: هذا المستوى يتقاطع مع مكون التواصل بين الأفراد، عن طريق العمل لخلق تدخلات نظامية حول التعليم الجنسي الشامل، وسط البنيات والبرامج الراهنة. ويتم إنجاز هذا عن طريق عقد دورات مختارة في الجامعات خاصة بالصحة الإنجابية، تدمج حقوق الصحة الجنسية والإنجابية لليافعين والشباب في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة، عن طريق برنامج عيادات الصحة المجتمعية المدعومة من الجمعية الملكية للتوعية الصحية، وتجريب الوحدة الدراسية الخاصة بتطور وسمات اليافعين في المدارس، بالتعاون مع وزارة الصحة، وإطلاق دورات معتمد للممرضات في الأردن بواسطة مجلس التمريض الأردني، والاستثمار عن طريق تجريب الخدمات الصحية الصديقة للشباب ذات العلاقة ببرنامج التوعية.
رابعًا، المستوى المجتمعي: يركز صندوق الأمم المتحدة للسكان هنا على تعبئة كل الوسائل الإعلامية لرفع التوعية حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية للشباب، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. كجزء من الاستجابة الخاصة بجائحة كوفيد 19، سعى صندوق الأمم المتحدة للسكان، والجمعية الملكية للتوعية الصحية، لإطلاق حملة تستهدف الآباء والأمهات من أجل ترقية الحوار حول الصحة الجنسية، بين الأطفال من جهة والآباء والأمهات من جهةٍ أخرى، مع رسالة بين- جيلي الآباء والأمهات في الأردن. واستهدفت الحملة الآباء والأمهات، تحت شعار 'شوفوا بعيونهم'، مع إبراز كيفية رؤية الأطفال لآبائهم وأمهاتهم، أثناء سنوات المراهقة إن هم لم يستمعوا لهم، ويتصدوا للمخاطر التي يواجهونها في هذه المرحلة من حياتهم. ووصلت الحملة التي أطلقت في نهاية العام لأكثر من 2,175,422 من مستخدمي الإعلام الاجتماعي.
وصلت حملة الحوار حول الصحة الجنسية، بين الأطفال من جهة والآباء والأمهات من جهةٍ، التي أطلقت في نهاية العام، لأكثر من 2 مليون من مستخدمي الإعلام الاجتماعي
خامسًا، مستوى السياسة العامة: يعتبر الاستثمار في السياسة العامة عن طريق المؤتمرات، والاجتماعات الثنائية، مسألة مهمة. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان، والجمعية الملكية للتوعية الصحية، مع عدد متنوع من أصحاب المصلحة في الحكومة، والمجتمع المدني، ومراكز الأفكار والأكاديميين، والمهنيين بمن فيهم المعلمين، العاملون في مجال الصحة والتربويين، بالإضافة للمجموعات الشبابية والشبكات، لتوليد نقاش حول السياسة الخاصة بنمط الحياة الصحية لليافعين والشباب. دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان، المؤتمر الإقليمي حول صحة المراهقين في عمان في 2019، وأطلق أيضًا مذكرة سياسية حول التعليم الجنسي الشامل في الأردن، تبرز أهمية الجهود الوطنية للاستثمار في حقوق الصحة الجنسية والإنجابية للمراهقين والشباب.
قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالاستثمار في مجال تعميم التعليم الجنسي الشامل، مرتكزا على النموذج الايكولوجي-الاجتماعي، بدلًا عن برنامج قائم بذاته خاص بالتعليم الجنسي الشامل. وكان هذا مجزياً من حيث التكلفة، ونهجًا فعالًا، دفع بالقيادات الوطنية لمقدمة جهود المناصرة. ووفق هذا النهج، تفضي المشاركة والقيادة الشبابية دوما للنجاح. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان حاليًا، مع مدراء المشاريع، والمناصرين، والباحثين، والمدربين، والمنعشين، من كل المنظمات والمؤسسات، التي كانت شريكة أو مستفيدة من برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان، قبل عشرة أعوام. هذا الفيلم القصير، يلقي الضوء على الأعضاء الذين انضموا قبل عشرة أعوام. ويواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الاستثمار في القيادة الشبابية بمثابة رصفاء تربويين، ومبدعين، ومبادرين لقيادة أجندة التعليم الجنسي الشامل.
اضغط هنا للحصول على مذكرة المشروع