في آذار عام 2020، أنجبت اللاجئة السورية أم محمد المقيمة في مخيم الزعتري بالأردن مولودها الثامن، فتاة جميلة أطلقت عليها اسم رحيل، وهي الولادة الثالثة لأم محمد في الأردن بعد فرارها وعائلتها من أعمال العنف التي اندلعت في وطنها الأم عام 2013.
كانت أم محمد تعاني في معظم فترات حملها من مضاعفات الحمل بما في ذلك الغثيان الشديد والقيء المتواصل. كما عانت خلال حملها الأخير من الجفاف والضعف والدوار ما استدعى حاجتها إلى الرعاية الطبية المستمرة.
تقول السيدة البالغة من العمر 42 عاماً بينما ترضع ابنتها "رحيل" داخل الكرفان الذي تسكنه وعائلتها: "عادة ما أعاني من غثيان وتقيء في الصباح وشعور متواصل بالتعب عند الحمل لدرجة يصبح من الصعب عليّ حتى الوقوف أو القيام بالأعمال المنزلية الروتينية مثل التنظيف والطبخ".
تتوافق الأعراض التي وصفتها أم محمد مع مرض "القيء الحملي المفرط"، وهو شكل حاد من الغثيان والقيء خلال فترة الحمل قد يؤدي إلى الجفاف ومشاكل خطيرة في حال تركه دون علاج.
وغالباً ما تواجه اللاجئات اللواتي يعشن في مخيمات مثل أم محمد تحديات كبيرة في الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الضرورية لضمان حمل صحي وولادة آمنة.
يُقدر عدد النساء الحوامل والمواليد الجدد الذين يموتون كل عام لأسباب يمكن تفاديها تتعلق بالحمل والولادة بنحو 2,8 مليون طفل وامرأة وفقاً لتقرير صادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومجموعة البنك الدولي.
وعلى الرغم من الصعوبات اليومية التي تواجهها أم محمد بسبب الأوضاع المعيشية التي يعاني منها اللاجئون، إلا أنها تعد من السيدات المحظوظات لتمكنها من الحصول على خدمات صحية في عيادة الصحة الإنجابية التي قدمت لها الرعاية خلال مرات حملها الثلاثة الأخيرة وجنبتها المعاناة من مضاعفات الحمل.
تدار عيادة الصحة الإنجابية من قبل جمعية العون الصحي الأردنية، الشريك المنفذ لصندوق الأمم المتحدة للسكان. وتوفر الجمعية خدمات واسعة ومجانية للاجئين السوريين تشمل الرعاية ما قبل الولادة وبعدها، وخدمات التوليد والفحوصات الروتينية للأمهات وحديثي الولادة، وتنظيم الأسرة، وعلاج الأمراض المنقولة جنسياً، ورعاية التوليد في حالات الطوارئ مثل الولادة القيصرية بالإضافة إلى الفحوصات المخبرية.
سمعت أم محمد عن عيادة الصحة الإنجابية لأول مرة عام 2015 من جيرانها، عندما كانت حاملاً في شهرها الرابع بطفلها السادس. ومنذ ذلك الحين، أصبحت تتردد بشكل منتظم على العيادة الواقعة في مخيم الزعتري. وتقول: "كانت الطبيبة هناك على دراية بمعاناتي خلال الحمل، لذا اعتادت على إعطائي أدوية تجعلني أشعر بتحسن، إضافة إلى مكملات الحديد والكالسيوم وحقنة الكزاز".
يقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم لأكثر من اثني عشر عيادة لرعاية الصحة الإنجابية في عمان والزرقاء والرمثا وإربد والمفرق، بما في ذلك عيادات متواجدة في ثلاثة مخيمات للاجئين. كما تدعم ثلاث وحدات طبية متنقلة وفرق توعية في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد بما في ذلك وادي الأردن.
استفادت 116,000 امرأة من خدمات الصحة الإنجابية وفقاً لتقرير الوضع الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بشأن الأزمة السورية والذي صدر عام 2020.
,تشعر أم محمد بالامتنان للخدمات التي تلقتها من العيادة الصحية، وتقول: "لقد استفدت كثيراً من الفحوصات والرعاية والمتابعة التي تلقيتها خلال فترة الحمل وبعدها". وكانت أكثر امتناناً لتمكنها من رؤية طبيبة التوليد قبل أسبوعين من الموعد المتوقع لولادتها، حيث أحالتها العيادة إلى مستشفى قريب خارج المخيم لإخضاعها لعملية قيصرية. ومن حسن الحظ حصل ذلك كله قبيل فرض قرار الإغلاق الشامل على مستوى البلاد لمنع انتشار جائحة الكورونا.
تقول أم محمد: "أبلغتني الطبيبة بعد فحصي مباشرة بضرورة إجراء عملية الولادة في اليوم نفسه بدلاً من الانتظار خشية حدوث أي طارئ، أو عدم تمكني من التصرف بمفردي بسبب الإغلاقات. هذه النصيحة أنقذتني في الوقت المناسب".
#######
تعد جمعية العون الصحي الأردني الدولية الشريك المنفذ لصندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب الأردن والذي يعمل على إدامة خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في عيادة مخيم الزعتري للصحة الإنجابية.
وتستمر هذه الخدمات بمنحة كريمة من منظمة مكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والحماية المدنية (الإيكو) الذي يدعم بدوره كل من العيادة، والأماكن الآمنة للنساء والفتيات في مخيم الزعتري