قبل 2008، كانت ليلى، التي تبلغ الآن من العمر 28 عامًا، تعيش حياة بسيطة في سوريا مع زوجها وأطفالها الإثنين. ولكن عندما اختفى زوجها في يوم من الأيام أثناء الحرب في سوريا، لم يعد لها خيار غير الهروب للأردن مع أطفالها. في الأردن، عاشت ليلى في مخيم الزعتري للاجئين مع طفليها، ووالديها وأشقائها الثمانية في كارافان مقفول.
وفي ظل غياب الخصوصية أو وجود قليل منها، شعرت ليلى بالتوتر، وأكثر من هذا، أصبح أحد أشقائها يسيء إليها ويراقب كل حركتها، ورفض السماح لها بالعيش في كارافان خاص بها مع أطفالها، بحجة حمايتها. وقامت جارتها بإحالتها لمرشد نفسي ـ اجتماعي في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي، تعمل في الفضاءات الآمنة للنساء والفتيات التي يديرها مؤسسة نور الحسين/معهد العناية بصحة الأسرة. وبعد تقييم حالتها، اقترح المرشد النفسي ـ الاجتماعي خطة سلامة ساعدتها على إيقاف شقيقها المسيء عند حده. ولتخفيف توترها وقلقها، انخرطت ليلى في مجموعة دعم مما قوى تدريجيا ثقتها في نفسها، وجعلها أكثر قوة.
إضافة إلى هذا، قامت ليلى بدعم من المرشد بتقديم طلب لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لمنحها كارافان مستقل وتم منحها الكارافان في وقت لاحق. وبدأت الأحوال تتغير عندما حصلت على وظيفة كمتطوعة على أساس التحفيز، الأمر الذي جعلها مستقلة ماليًا وأكثر أمنًا.
من ضمن جميع الأشياء التي احتجت إليها بشدة وتحصلت عليها، شعرت بسعادة خاصة للحصول على منشفة جديدة. المنشفة التي امتلكتها قدمت من كثرة الاستعمال، ولم يكن لي القدر الكافي من المال لشراء منشفة جديدة، لأنني كنت اعطي اولية للأغراض المنزلية الأخرى.
ليلى، البالغة من العمر 28 عامًا، تعيش في مخيم الزعتري للاجئين
في يوليو الماضي تم توزيع واسع لعدة الكرامة (تشمل قطع حميمة وأدوات للنظافة الشخصية) في مخيم الزعتري للاجئين، وكانت ليلى من ضمن النساء اللاتي تم اختيارهن لتلقي العدة نسبة لأنها ربة أسرة. وكانت العدة مفيدة بالنسبة لها، خاصة في فترة جائحة كوفيد ـ 19 حيث كان معظم الناس بدون عمل، ولم يكن لهم مال لشراء الضروريات البسيطة. وتقول ليلى "من بين جميع الأشياء التي احتجت إليها بشدة وحصلت عليها، شعرت بسعادة خاصة للحصول على منشفة جديدة. المنشفة التي امتلكتها قدمت من كثرة الاستعمال، ولم يكن لي القدر الكافي من المال لشراء منشفة جديدة، لأنني كنت أعطي أولوية للأغراض المنزلية الأخرى." وأضافت ليلى وعيناها تدمعان "منذ مجيئ للأردن، هذه اول مرة احصل فيها على عدة كاملة".
عدة الكرامة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات النساء من مواد النظافة الشخصية، والحفاضات، والصابون، والشامبو، ومعجون الأسنان، وفرشة الأسنان، ومزيل العرق، والمطهرات، والمنظفات، والملابس الداخلية، والحجاب. تشمل العدة أيضًا شريحة هاتف محمول مدفوع الثمن، وزعت في الوقت المناسب لتتمكن ليلى من التواصل في فترة جائحة كوفيد 19 مع صديقاتها ومرشدها النفسي ـ الاجتماعي. كان أيضًا من ضمن الأشياء المضمنة في العدة، تورش تعمل بالطاقة الذاتية، (والتي تعتبر مهمة خاصة عند المرور عبر الأزقة الضيقة ليلًا في المخيم)، وصحيفة ورقية تحمل الخطوط الساخنة، والأسماء، وأرقام المعارف التي تتبادلها مع صديقاتها" وختمت ليلى قائلة "أنا عاجزة عن شكركم بما يكفي".
قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع 1000 عدة كرامة في معهد العناية بصحة الأسرة في مخيم الزعتري للاجئين. وعبر المستفيدون عن تقديرهم لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وشعروا أنهم محظوظون لحصولهم على هذه المواد الضرورية، التي تحافظ على الكرامة، خاصة في فترة جائحة كوفيد 19.
معهد العناية بصحة الأسرة، هو الشريك المحلي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ويقوم بإدارة الفضاءات الآمنة للنساء والفتيات، في مخيم الزعتري للاجئين. المساعدة الإنسانية التابعة للاتحاد الأوروبي، هي الممول الكريم الذي يدعم الفضاءات الآمنة للنساء والفتيات، في مخيم الزعتري للاجئين..