أنت هنا

بمناسبة اليوم الدولي للفتاة وتحت إطار الموضوع العالمي لهذا العام “جيل رقمي. جيلنا"؛ جمعت مجموعة العمل الفرعية المعنية بالعنف المبني على النوع الاجتماعي (GBV SWG) في الأردن عددًا من القصص لفتيات في الأردن اللائي يعملن على سد الفجوة الرقمية بين الجنسين والدعوة لضمان حصول جميع الفتيات على فرص متساوية للوصول إلى الإنترنت. والتقنيات المختلفة والوصول المتكافئ إلى المهارات والفرص التقنية لبناء مستقبلهن.

نحتفل اليوم بجهود تلك الفتيات!

 

 الفتيات الممكنات تقنياً ينشرن المعرفة للغير

قصة مساهمة من صندوق الأمم المتحدة للسكان

في منتصف عام 2021، شاركت بيسان الفتاة اليافعة السورية والتي تسكن في مأدبا بدورة تدريبية هدفها سد الفجوة الجندرية الرقمية لتمكين النساء والفتيات تقنياً، والتي تقدم من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع شركة زين الأردن ومعهد العناية بصحة الأسرة. إذ تركز دورة "أنا وموبايلي" التدريبية التي تستمر لمدة 8 أسابيع على تعليم المشاركات على استخدام تطبيقات الهواتف الذكية وحماية أنفسهن من الجرائم الإلكترونية، من ضمنها العنف المبني على النوع الاجتماعي الناتج عن استخدام التكنولوجيا، الذي يستهدف النساء والفتيات أكثر من غيرهن. 

تعرفت بيسان وزميلاتها في الدورة التدريبية على مجموعة متنوعة من التطبيقات الذكية المتاحة والتي يمكن استخدامها والاستفادة منها يومياً. فبعض هذه التطبيقات أساسية للنساء والفتيات بشكل خاص، كتطبيق آمالي الذي يقدم خدمات الحماية للناجين والناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي في الأردن. كما حملت المشاركات تطبيق لحساب مواعيد الدورة الشهرية، والذي يعد مفيداً للعناية بصحتهن بشكل عام، فضلاً عن تطبيقات أخرى تمكنهن من تحسين مشاريعهم الصغيرة. تقول بيسان: "بعد أن أكملت الدورة التدريبية، شاركت صديقاتي وقريباتي تطبيق آمالي، ودعوتهن لتحميله على هواتفهن لمعرفة المزيد من المعلومات التي قد يحتجنها فيما يتعلق بالحماية من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وبسرية تامة".

كما تعلمت بيسان وزميلاتها التصفح الآمن للإنترنت وخاصية حماية الأطفال من المحتوى غير اللائق على تطبيق اليوتيوب. وتقول بيسان بعد أن تعلمت أساسيات الحماية الإلكترونية:

 

عندما أخبرت أختي أن هناك إعدادات متاحة على الهاتف الذكي تحمي الأطفال من خطر المحتوى غير اللائق وغير الآمن، طلبت مني أن أريها كيف تعدل هذه الإعدادات لحماية أطفالها

 

علاوة على ما ذكر، أدركت بيسان أهمية ما تعلمته في دورة أنا وموبايلي عندما سخرت معرفتها في استرجاع أحد حسابات ابنة عمها على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تم اختراقه. تقول بيسان: "عندما أخبرتني ابنة عمي أنها لا تستطيع الدخول إلى حسابها، عرضت عليها المساعدة. لقد سرقته صديقتها بعد أن استغلت معرفتها ببياناتها الشخصية، وبالتالي، اخترقت الحساب. وبعدما استرجعت الحساب لصالح ابنة عمي جعلتها تغير كلمة السر، كما علمتها على استخدام توثيق الحساب بعملية تنطوي على خطوتين ترتبطان برقم هاتفها الشخصي". وتدعو بيسان النساء والفتيات اللجوء لوحدة الجرائم الإلكترونية في مثل هذه الظروف لأنها تقدم المساعدة لهن عندما يحتجنها. وبنفس الوقت تشدد بيسان على أهمية تعلم النساء والفتيات حماية أنفسهن إلكترونيا. وتقول: "من المهم جدا أن تخضع جميع الفتيات لمثل هذه الدورات التدريبية ليتمكن من حماية أنفسهن ومن حولهن".

وتختم بيسان حديثها قائلة: "أنا اليوم لست خائفة من المخاطر الإلكترونية لأنني حصنت نفسي والأخريات منها، وفي الواقع أستثمر وقتي الذي أقضيه على الانترنت باستخدام التطبيقات المفيدة".

 

من الشغف إلى الابتكار

قصة مساهمة من السفارة البريطانية في الأردن

سارة السعودي فتاة أردنية يافعة في الصف التاسع. ومنذ نعومة أظفارها اكتشفت أن لديها شغف بالعلوم وكل ما يتعلق بالفضاء والفلك. كما أنها تحب أن تتعلم كل ما هو جديد، وكيف تعمل الأشياء من حولها وتجربة ذلك بيديها. وفي يوم ما، علمت سارة عن عقد آسترو جو (AstroJo) لدورة تدريبية عن الذكاء الاصطناعي، بتمويل من صندوق نيوتن الخالدي في المملكة المتحدة. وبالرغم من أن الموضوع جديد وغير مطروق من قبل خاصة للفتيات في عمر سارة، إلا أن ذلك كان كافياً ليسترعي انتباهها فسجلت في الدورة التدريبية بلا تردد. 

وخلال مدة البرنامج التي استمرت لخمسة أسابيع، استطاعت سارة أن تطور قدراتها من مجرد فتاة تعرف القليل فقط عن موضوع الذكاء الاصطناعي إلى فتاة بمقدورها برمجة آلة حاسبة بسيطة من الصفر. وتقول سارة: "تعلمت الكثير من الأمور المفيدة، الأمر الذي جعلني أدرك كم أحب هذا المجال، وكم أنا شغوفة بكل ما يتعلق بالابتكار". فمن خلال هذا التدريب، اكتشفت سارة حبها للبرمجة والإبداع والابتكار.

وبعد تجربتها تعتقد سارة أنه باستطاعة الفتيات تعلم كل ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي لأنهن لن يبدعن فيه فقط، بل ويتفوقن على نظرائهن من الفتيان. في الواقع، لدى الفتيات ميزة الصبر وإكمال التجارب حتى النهاية. وهكذا نجد سارة مصرة على نشر ما تعلمته لزميلاتها بعد انتهاء فترة الامتحانات لتعم الفائدة.

 

باستطاعة الفتيات فعل المعجزات إذا ما أعطين الفرصة والأدوات اللازمة لتمكينهن من تحقيق شعفهن وإمكانياتهن

 

تغيير الصور النمطية بين الجنسين

قصة مساهمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن

تعيش رقية ذات الـ 21 ربيعاً مع أهلها في مخيم الزعتري للاجئين السوريين منذ عام 2013. وهي تدرس هندسة البرمجيات في إحدى الجامعات. علماً أن عدد قليل فقط من فتيات المخيم اللواتي يكملن دراستهن الجامعية بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها سكان المخيم. غير أن رقية تملك من العزيمة والإصرار ما يكفي ليجعلها تواكب ما حولها من تطورات. فهي على اعتقاد تام بأنه يجب إشراك الفتيات بشكل أساسي في العلوم التي تتعلق بالتكنولوجيا والتي ترسم لنا حياتنا ومستقبلنا. فضلاً عن ذلك، تشارك رقية كل ما تتعلمه مع اللاجئين واللاجئات في المخيم. حيث أنها تتطوع مع إحدى المنظمات الإنسانية التي تهتم بالابتكار والبرمجة. الأمر الذي يدعم مجتمع المخيم، من خلال تمكين الآخرين من استخدام التكنولوجيا الحديثة ومواكبتها. وفي ذات الوقت تكتسب رقية خبرة عملية تسهل عليها الحصول على وظيفة في المستقبل عقب التخرج من الجامعة.

 

إن السبب وراء عدم التحاق الفتيات في المجالات العلمية كهندسة البرمجيات لأن لديهن انطباع سائد أنها تخصصات يرتادها الفتيان. غير أنني أشجعهن على دراسة هذا التخصص، لأن المجتمع يحتاج لأكثر من أي وقت مضى لمساهمات النساء والفتيات تماما كما يحتاج لمساهمات الرجال والفتيان. والحقيقة أن المجالات التقنية بوابة أي أمة نحو تطورها التقني

 

وتطمح رقية أن تكون وراء مبادرة تدرس المواد التي تتعلق بالحاسوب بشكل عملي في المدارس وللصفوف الأولى، لأنها تشدد على أهمية امتلاك هذه المهارات في عالمنا الحالي.

وتسنطرد رقية قائلة: "أطمح أن أكون مبرمجة ناجحة في يوم من الأيام وأن أعمل مع إحدى الشركات التقنية الكبرى التي ستستعين بقدراتي ومهاراتي لإعادة تشكيل العالم من الناحية التقنية"، وتضيف: "كما أتمنى أن أصبح مثالاً ملهماً للفتيات في المخيم لا ليتغلبن على ظروفهن الصعبة فقط، بل وليتفوقن على أنفسهن وتحقيق المستحيل ليثبتن أنهن قادرات ومؤهلات كغيرهن في المجالات العلمية".

بهذا الإصرار وبهذه العزيمة لابد وأن نعتبر رقية يافعة ملهمة تشع أملا وطاقة إيجابية في مخيم الزعتري!

 

الاستفادة من فرص التعلم الإلكتروني خلال جائحة كوفيد-19

قصة مساهمة من قرى الأطفال-الأردن

بعد أن عصفت جائحة كورونا بالعالم أجمع، ظهرت هناك أهمية لوسائل التعلم الإلكترونية والتي كانت الخيار الأمثل لإيصال التعليم للطلاب حول العالم. وعليه، أصبح الناس يكتشفون الوسائل التقنية والرقمية المتاحة لإنجاز مهامهم. ولم يكن الأردن بمعزل عن العالم.

وبينما كان مدرب الحاسوب في قرى الأطفال SOS يقوم بمتابعة المشاكل التقنية، لاحظ اهتمام حنان ذات الـ 14 ربيعاً فيما يقوم به من عمل. وبعدها أدرك أن هذه اليافعة التي تسكن في قرى الأطفال SOS مهتمة أيضاً بلغة البرمجة وطموحها بإنشاء موقع الكتروني أو تطبيق هاتفي هادف في المستقبل.

وهكذا، طلبت حنان من معلمها في القرية تعليمها لغة البرمجة وبالفعل بدأت بتعلّمها لتتمكن في المستقبل بإنشاء تطبيق على الهواتف الذكية أو موقع إلكتروني لمساندة قضية الفتيات فاقدات السند الأسري والأيتام.

 

بعد أن بدأت الحصص التدريبية، كَبُرت آمالي وطموحاتي واستطعت أن أرى أنه بإمكاننا حتى وإن كانت الموارد محدودة أن ننشر الوعي عن قضية هامة وتوعوية حول فاقدات السند الأسري من خلال التكنولوجيا التي أصبحت ركناً أساسياً حول العالم