أنت هنا

سلمى البالغة من العمر 21 عامًا، تسكن في مخيم الزعتري للاجئين. وهي مصممة أزياء مستقلة من سوريا، تقوم بخياطة وتطريز مبتكراتها لزبائنها. وتقوم بتحميل أعمالها على واتساب عبر هاتفها الذكي، أثناء قيامها بتربية ثلاثة أطفال، وحضور عدد من نشاطات تطوير الشباب، في مركز قستسكوب للشباب، المدعوم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. مات والد سلمى وهي في السنة الثانية من عمرها، ولهذا السبب، والتقاليد المتبعة في بلدتها، تمت خطوبتها وهي في عامها الحادي عشر؛ في نفس العام الذي هربت فيه من الحرب في بلادها. وأصبحت متزوجة وهي في الرابعة عشر من العمر. ونتيجة لذلك، أصبحت سلمى ضحية للزواج القسري للأطفال، فضلًا عن عيشها في ظروف تتسم بالتحدي، خاصة وان العيش في مخيمات اللاجئين، يرافقه قدر من شظف العيش. إلا أن سلمى كانت متحمسة للتعلم، ومستعدة للانخراط في مجتمعها. وعندما سمعت من أصدقائها عن مركز قستسكوب للشباب، المدعوم صندوق الأمم المتحدة للسكان في مخيم الزعتري للاجئين، قامت بالاتصال، وسجلت في الكورس الإجباري للصحة الجنسية والإنجابية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وعلقت سلمى قائلة "في الواقع، كنت أريد تغييرًا في حياتي، ونشاطات مركز الشباب تناسبني تماما، نسبة لأنها تتماشى مع اسلوب حياتي كربة أسرة. وحقيقة، تم تحفيزي أيضًا، عن طريق الدعم المستمر من المدربين."

 

اضافة إلى هذا، كانت سلمى مشاركة نشيطة ومتميزة في فصول الفنون، التي انخرطت فيها في المركز، بما ذلك الكورس الخاص بتصميم الأزياء، الذي تعلقت به بحماس، ومن ثم سعت لاتخاذ التصميم مهنة لها. ولكن، عندما استدعت القيود المتعلقة بكوفيد 19، اغلاق كل مقار الأنشطة في مارس 2020، اغلقت ابواب المركز أيضًا، ورغم ذلك، استطاع 22 من المتطوعين السوريين، الذين يديرون ويسيرون المركز، نقل الأنشطة لمنصات افتراضية، بدعم من فرق من كل من صندوق الأمم المتحدة للسكان/ وقستسكوب. واستخدمت سلمى هاتفها الذكي، للتدريب الخاص بالخياطة والتصميم، عبر الانترنت. وواصلت أيضًا تعليمها في مجال حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، ومواضيع خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، مع مجموعة واتساب على الانترنت بمساعدة المدربين التابعين للمركز. ومكنت هذه الخدمات الافتراضية سلمى، لموازنة التزاماتها الحياتية ونشاطاتها المتعلقة بسبل العيش، مع احتياجاتها في مجال التطوير الذاتي والتشبيك، التي يتم تلبيتها عن طريق مركز الشباب. وعندما تعيد سلمى التفكير حول مساهمتها في المركز، ترى ذلك باعتبارها مسيرة  تحولية مكنتها من الإيمان بذاتيتها وامتلاك نافذة للتعبير الإبداعي.

قام مركز قستسكوب للشباب/صندوق الأمم المتحدة للسكان، بإطلاق "فضاء للتغيير" في مخيم الزعتري للاجئين في 2013. يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان، بالتعاون مع قستسكوب، بدعم فضاء شامل ومفتوح، يقوده 27 من اللاجئين السوريين من الذكور والإناث يقطنون في مخيم الزعتري للاجئين. هدف المركز هو ضمان عدم ترك معظم الشباب المهمشين وراء الركب. ويولي المركز عناية خاصة بحقوق الصحة الجنسية والإنجابية للشباب، ومواضيع العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتعلم عبر الرصفاء وسط الشباب، والتمكين. كما يقدم منصات مشاركة شبابية عن طريق مبادرات يقودها الشباب. اضافة الى هذا، يشارك كل موجهي الشباب لمدة اسبوع، في تدريب إجباري في مجال حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، ومواضيع خاصة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي.

ويغطي المركز حوالي 1,500 من الشباب في عمر 10-30، عن طريق التدخلات السنوية والخدمات الشبابية، بما في ذلك الرياضة، والفنون، والموسيقى، والبرامج التوجيهية. وفي عام 2019، أطلق مركز الشباب برنامجًا شاملًا لتعزيز المبادرات التي يقودها الشباب، تحت مسمى "المنحة الإبداعية". وتدعم المنحة الإبداعية التدريب المتخصص في مجال "النهج القائم على الأصول"، لخلق مبادرات يقودها الشباب، ونشاطات "المنحة البذرية" الصغيرة. وتتنوع مواضيع المبادرات، عندما تتصدى للمشاكل والقضايا ذات الاهتمام وسط اللاجئين الشباب. في الواقع، تركز نسبة 40% من المبادرات، على التصدي للمشاكل المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك زواج الأطفال. يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، من أجل تحسين مقدرة صغار السن في ممارسة حقوقهم في الصحة الجنسية والإنجابية، في السياقين التنموي والإنساني. ويعتبر دعم مركز "فضاء من أجل التغيير" التزامًا لترقية المقاربات الإبداعية، لنقل المعرفة حول حقوق الصحة الجنسية والإنجابية، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وسط اللاجئين من المراهقين والشباب السوريين.