Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

عندما تكون التحديات محفزاً على الابداع في الاستجابة لجائحة كوفيد-19

عندما تكون التحديات محفزاً على الابداع في الاستجابة لجائحة كوفيد-19

أخبار

عندما تكون التحديات محفزاً على الابداع في الاستجابة لجائحة كوفيد-19

calendar_today 18 أغسطس 2020

كانت أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) في هذا العام التحدي الأكبر للجهود الإنسانية المبذولة في جميع أنحاء العالم. فقد أدى الافتقار للوصول إلى الخدمات والقيود التي فرضتها الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى أن تضع المجتمعات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية المحلية في طليعة الاستجابة.

لذلك، واجه العديد من العاملين في المجال الإنساني الذين نستلهم الأمل من قصصهم كل هذه التحديات من أجل تقديم الدعم غير المباشر وتقديم مساحة آمنة للنساء والفتيات أثناء فترة الإغلاق نتيجة لجائحة كوفيد-19.

 

نستعرض اليوم سيرة واحدة من هؤلاء العاملين في المجال الإنساني وهي السيدة شيراز النسور التي تعمل كمشرفة على مدراء الحالات، وكمرشدة نفسية في معهد العناية بصحة الأسرة -أحد الشركاء المنفذين لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن، وإضافة لعملها فهي زوجة وأم لثلاثة أطفال، ومع ذلك استمرت في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي للناجيات من العنف المنزلي أثناء فترة الإغلاق التي فرضت نتيجة جائحة (كوفيد-19).

 

"في البداية، اعتقدت أن هذا الجائحة لن تغير شيئًا، وأننا سنواصل في تقديم خدماتنا كما كنا نفعل في السابق، ولكن يوماً بعد يوم، بدأت تظهر أمامنا المزيد من التحديات، لذلك توجب علينا الاستجابة بسرعة لهذه التحديات الجديدة."

 

منذ فرض أمر الدفاع رقم 2 الذي قضى بفرض حظر للتجول في جميع مناطق المملكة، كان على شيراز ومدراء الحالات الآخرين في جميع أنحاء البلاد تغيير الطريقة التي يدعمون بها الناجيات من العنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي. في الواقع، استمروا في تقديم الدعم للناجيات من خلال الخطوط الساخنة المخصصة لاستقبال مكالماتهن، وتقديم الدعم النفسي الاجتماعي، وتزويدهن بالمعلومات حول الخدمات المتاحة، وما هي الخيارات المطروحة بناءً على احتياجاتهن ورغباتهن. "لم يكن الأمر سهلاً، لا سيما مع العلم أن الناجيات محاصرات مع الجناة تحت سقف واحد، الأمر الذي جعل من الصعب عليهن التحدث والإفصاح عن أوضاعهن بحرية. لذا، كان عليّ أن أكون ذكية وأن أحاول فهم وضعهن لكي أوفر لهن الدعم الذي يحتجنه".

 

وعلى الرغم من كل تلك التحديات خلال فترة الجائحة وما تبعها من إغلاق، إلا ان شيراز لم تستسلم أبداً وبقت قوية من أجل أولئك النساء والفتيات اللاتي يحتجن إلى مساعدتها ودعمها. "في معظم الأيام كنت أعمل لغاية الساعة 11 مساءً. أتذكر أحيانًا عندما كنت أتناول الغداء مع عائلتي؛ كنت أرد على مكالمات النساء اللواتي بحاجتي، تاركة كل شيء خلفي. ومع ذلك، كنت استيقظ مبكراً دوماً، ليس فقط لمشاهدة الأخبار والبقاء على اطلاع دائم بشأن الوضع الوبائي وتحديثات المنظمات الأخرى، بل لأقوم بجزئي من المهام المنزلية، لكي يتسنى لي توفير الوقت الكافي لكل امرأة تحتاج إلى دعمي". بسبب طبيعة عملها، كان عليها أن تضمن أن لديها مساحة وخصوصية كافية في المنزل لتقديم المشورة للنساء الناجيات من العنف المنزلي اللواتي يطلبن المساعدة.

 

وفي بعض الأحيان مع أن شيراز كانت تشعر بالإرهاق الشديد، إلا أنها كانت تتلقى الدعم المستمر من عائلتها. " لم يتوقف زوجي يوماً عن مساندتي؛ فنحن نتشارك المهام والمسؤوليات المنزلية معاً، وكلما شعرت بالتعب كان زوجي دائماً إلى جانبي. لكن دعمه ليس الشيء الوحيد الذي يدفعني إلى الأمام، فإن امتنان النساء اللواتي أقدم لهن الدعم والمشورة يحفزني أيضاً ويدفعني بقوة إلى الأمام. أتذكر مقولة أحد الناجيات التي أخبرتني ذات مرة أنه "عندما يصدر قرار بفك الحظر؛ فإن أول شيء سأفعله هو زيارة مركزكن، قبل أن أزور عائلتي، وذلك لأنكم وقفتن بجانبي وقت الحاجة، وقدمتن لي الرعاية والدعم الذي كنت بحاجة إليهما"، لا شك أن هذه الكلمات تجعلني قوية وتشجعني على مواصلة القيام بعملي الذي أحبه وأتفانى فيه ".