من المفترض أن يكون الحمل والولادة من أسعد الأوقات في حياة المرأة. لكن للأسف ، هذا ليس هو الحال بالنسبة للعديد من أفقر النساء وأكثرهن تهميشا في العالم. حيث يسرق ناسور الولادة - وهي إصابة تحدث أثناء الولادة المتعسرة التي تستمر لساعات طويلة دون الحصول على رعاية طبية فورية - من ملايين النساء والفتيات صحتهن وأملهن وكرامتهن في صمت. فغالباً ما تترك هذه الحالة المرأة تعاني من سلس البول المزمن وأحيانا ما تؤدي إلى وفاة المولود.
يعد الناسور، الذي تم القضاء عليه فعليًا في الدول الأكثر ثراءً، انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان وهو انعكاس لفشل الأنظمة الصحية وعلامة محزنة على الظلم الاجتماعي العالمي وعدم المساواة.
العديد من الناجيات من الناسور، مثل أمينة مبا من الكاميرون، هن فتيات قد حملن بينما لا تزال أجسادهن غير ناضجة. فبعد أن تزوجت أمينة وهي طفلة، أصبحت حاملاً وهي في سن الثالثة عشرة وأصيبت بالناسور بسبب ولادة متعسرة. وقد أدى هذا إلى إصابتها بسلس البول وأدت وصمة العار إلى بقاء امينة وحدها تتدبر أمورها بعد أن تخلى عنها زوجها وعائلتها.
إن أهداف التنمية المستدامة العالمية هي دعوة جريئة وطموحة إلى عدم ترك أي شخص خلف الركب، ولا سيما أولئك الأكثر تهميشاً والمنسيين والذين لا صوت لهم. ويبرز موضوع اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة هذا العام "كي لا نغفل أحد: دعونا نلتزم بالقضاء على الناسور الآن!" الحقيقة الصارخة في أن الفشل في القضاء على الناسور من شأنه أن يحد فرص العالم في تحقيق الكثير من هذه الأهداف.
لقد قطعنا شوطا طويلا. فمنذ عام 2003 ، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان، قائد الحملة العالمية للقضاء على الناسور، بالتعاون مع شركائه، بدعم ما يقرب من 100,000 عملية جراحية لتحويل الحياة عن طريق علاج الجروح الجسدية والنفسية للناجيات من الناسور. ويشمل ذلك أمينة التي شُفيت العام الماضي بعد أن عاشت مع الناسور لمدة سبع سنوات. ومع ذلك ما زال هناك أكثر من مليوني امرأة وفتاة في جميع أنحاء العالم يعانين من تلك الإصابة.
لقد حان الوقت لإنهاء المعاناة التي لا داعي لها والتي يسببها الناسور وذلك تمشيا مع جدول أعمال 2030 وأهداف التنمية المستدامة. فدعونا نلتزم بأن نضع في المقدمة من هم في آخر الركب وبأن نضمن حقوق الإنسان والرفاهية والكرامة للجميع. إن صندوق الأمم المتحدة للسكان ملتزم بالقضاء على الناسور في خلال جيل واحد، ونحن ندعو العالم للانضمام إلينا في هذا المسعى الجريء.
***