أنت هنا

تصحو ضحى، البالغة من العمر 24 عاما، كل يوم، وهي تحلم بأمل جديد- صفحة جديدة في مسيرة الحياة التي اختارتها لنفسها. ثم تستعد لبدء العمل كمتطوعة في عيادة الصحة الإنجابية، في مخيم أزرق التابعة للجنة الإنقاذ الدولية والمدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان. أول شيء تقوم به عند وصولها، هو تسجيل أسماء المستفيدات وإعداد ملفاتهن، وأخذها للقابلات في عيادة الصحة الإنجابية، قبل أن يتم فحصهن. الآن، في خضم جائحة كرونا، لضحى مزيد من الأعمال للقيام بها، لضمان إن تكون إجراءات الوقاية نافذة، مثل قياس حرارة المرضى، وضمان تعقيم أياديهن، وبقائهن على بعد مترين على الأقل عن بعضهن، وذلك لضمان التباعد الاجتماعي؛ ومن ثم إبقاء كوفيد ـ 19 بعيدا قدر استطاعتها.

قبل الوصول لمخيم ازرق للاجئين، الواقع في شريط من الأرض الصحراوية، على بعد 85 كيلومترًا من العاصمة عمان، كانت ضحى تعيش في سوريا مع أسرتها. وبينما كان الصراع مستعرا والقصف مستمرًا، اضطرت هي وزوجها لاتخاذ القرار الحاسم بترك وطنهما وكل شيءٍ وراءهما، للتوجه للأردن من أجل الأمان.

عندما علم الزوجان أنهما في طريقهم إلى مخيم ازرق للاجئين، بدى لهم وكأنهم في طريقهم للمجهول. ولكن ضحى، كعادتها، استطاعت أن تستجمع قواها وتتعامل مع كل تحدي باعتبارها فرصة. للحصول على أفضل النتائج، لم تجلس ضحى مكتوفة اليدين، بل بحثت في مخيمها عن فرصة عمل كمتطوعة. وفي نهاية المطاف، حصلت على وظيفة متطوعة مع لجنة الإنقاذ الدولية. وتقول ضحى "في البداية، كنت أود دراسة الفلسفة، ولكنني لم أستطع مواصلة الدراسة نسبة للغارات الجوية والقصف، وعندما أصبح الوضع غير محتملاً، قررت ترك الدراسة وأسرتي وكل شيء، وأتينا أنا وزوجي إلى الأردن". وتضيف ضحى "الآن اعمل متطوعة في عيادة للصحة الإنجابية في مخيم ازرق، تابعة للجنة الدولية للإنقاذ، ومدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان. الشيء الذي يجعلني فخورة بالعمل مع اللجنة الدولية للإنقاذ، أننا نواصل في تقديم هذه الخدمة لأكبر عدد من المستفيدين، حتى خلال فترة جائحة كورونا". لضحى آمال كبيرة في مستقبلها، وتعتقد أن الأطفال لهم مستقبل أفضل من مستقبلهم. وعندما طلب منها أن تصف نفسها، قالت "إنني لاجئة وعاملة صحة". قصة ضحى تعتبر مصدر إلهام حقيقي لكثير من اللاجئين، الذين يحاولون الحصول على الأمل، ويعتقدون أن الظروف لا تخدمهم كثيرا. أن قوة إرادة ضحى مكنتها من تغيير الحالة التي من المفترض أن تعيش فيها، وانعكست على شخصيتها، ومواقفها، وجعلتها أيضًا، رمزاً للأمل والإيجابية داخل المخيم.