أنت هنا

في كل عام، يتم الإتجار بعشرات الآلاف من الأشخاص عبر الحدود الوطنية وداخلها. وبينما يكون الإتجار في الرجال والفتيان غالبًا لأغراض السخرة، فإن النساء والفتيات يتعرضن للإتجار عادةً لممارسة الجنس القسري. تم تحديد 225,000 ضحية للاتجار بالبشر بين 2003 و 2016 في جميع أنحاء العالم، وهذا الرقم مجرد غيض من فيض.

وبالرغم من أن سلمى، ولاء، وفرح الذين تتراوح أعمارهن بين 12 و 13 عامًا كن ضحايا للاتجار بالبشر في العراق والأردن من قبل نفس الجاني؛ لكن لكل واحدة منهن قصة مختلفة. فقد بيعت إحداهن من قبل والديها ليتمكنا من تأمين لقمة عيش لباقي أفراد العائلة، بينما تم الإتجار بالفتاتين الأخريين بحجة إيجاد عمل لهما.

وعندما تم تهريب الفتيات الثلاثة من قبل الجاني في العراق إلى جانٍ آخر في الأردن، تحفظ الأخير عليهن في منزله وأجبرهن على ممارسة الجنس مع زبائنه من طالبي المتعة وحرمانهن من أبسط حقوقهن.

في أحد الأيام، أسفرت الممارسات الجنسية القسرية مع إحدى الفتيات بإصابات خطيرة نقلت على إثرها إلى المستشفى. وهناك، تم إبلاغ وحدة مكافحة الاتجار بالبشر في الأردن، ثم تم اكتشاف الشبكة وإنقاذ الفتاتين الأخريين. وعليه، جرى إحالة الفتيات إلى مأوى تابع لاتحاد المرأة الأردنية - وهي إحدى الشركاء المنفذين لصندوق الأمم المتحدة للسكان. وبالتالي قدمت الاستشارات القانونية والرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية للفتيات، مع متابعة قضاياهن مع وحدة مكافحة الاتجار بالبشر.

“وجدنا الرعاية التي كنا نبحث عنها في المأوى، فقد قدموا لنا كل ما نحتاجه. أشعر أنني بأمان الآن خاصة بعد أن أدين الجاني ونال العقاب الذي يستحقه"

هكذا علقت سلمى بعد أن تلقت الرعاية التي قدمها لها اتحاد المرأة الأردنية.

 

وفي نهاية المطاف قررت الفتيات الثلاث بعد حصولهن على الرعاية الكاملة العودة إلى بلدهن العراق ليبدأن صفحة جديدة من مرحلة جديدة في حياتهن تتسم بالأمل وحرية الاختيار والحق بالعيش الكريم.