أنت هنا

تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على موضوع الوصمة والوصول إلى المنتجات الصحية المتعلقة بالدورة الشهرية في الأردن، استناداً إلى جلسات استماع مع عددٍ من النساء والفتيات في الأردن، وكيفية تعاملهن مع هذه الأزمة والتحديات التي تواجههن في أوقات الدورة الشهرية، وطرح الحلول التي من الممكن أن تساعدهن للحصول على المنتجات الخاصة بهذه الفترة من دون أن يتعرضن لأي مضايقات أو ضائقة مالية إضافة إلى التبعات الصحية والنفسية والاجتماعية، التي تتعرّض لها النساء والفتيات في حال عدم حصولهن على الدعم الذي يحتجنه.

يعد مفهوم فقر الدورة الشهرية مفهوما جديداً في الأردن؛ فلم يتم التعامل معه من قِبل مؤسسات القطاع الصحي العام، ولا يندرج ضمن الإحصائيات والدراسات المتعلقة بوضع النساء والفتيات التي تركز عموماً على النساء والأطفال والطفات، ونسب الوفاة ولا تتطرق أي من المؤشرات إلى الدورة الشهرية، أو صحة النساء والفتيات في عمر البلوغ، أو احتياجاتهن في مرحلة الحيض.

يقع على النساء والفتيات وأجسادهن وحقوقهن تمييز كبير، يخلق أمامهن حاجزاً يمنعهن من الحصول على الرعاية الإنجابية والجنسية بجودةٍ عالية. ومع انتشار الكثير من المفاهيم المغلوطة والعادات المجتمعية، والاستخدامات الخاطئة للمنتجات الصحية الخاصة بالدورة الشهرية، وصعوبة الحصول عليها؛ تزيد معاناة الكثير من النساء والفتيات؛ لعدم توفّرها في المراكز الصحية، أو لعدم قدرتهن المادية على شرائها، أو لشعورهن بالحرج الذي قد يتعرّضن له عند الحصول عليها بسبب الوصمة تجاه مرحلة الحيض نفسها، أو لعدم توفر أماكن نظيفة وآمنة للاستخدام ويشكّل الوضع الاقتصادي جانباً محورياً، إذ تفاقمت هذه المشكلة في الأردن في المناطق الفقيرة، ومخيمات اللاجئات واللاجئين، والمجتمعات المستضيفة.