العنف المبني على النوع الاجتماعي
يعتبر صندوق الأمم المتحدة للسكان إحدى هيئات الأمم المتحدة الرائدة التي تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة، إلى جانب التصدي للعواقب الجسدية والعاطفية للعنف المبني على النوع الاجتماعي. إذ تقدم برامج الصندوق الدعم النفسي والاجتماعي، المعالجة الطبية للناجيات، توفير حقيبة خدمة المعالجة السريرية لما بعد الاغتصاب، بالإضافة الى تعزيز حقوق النساء والفتيات بالعيش دون عنف أو إساءة.
في الأردن، يعمل برنامج العنف المبني على النوع الاجتماعي التابع للصندوق عبر التقاطعات الإنسانية والإنمائية ويساهم في هدفين استراتيجيين، هما:
- تعزيز القدرات الوطنية لمنع وقوع العنف المبني على النوع الاجتماعي، والتصدي له عند حدوثه، مع التركيز على المناصرة، والبيانات وجهود التنسيق في السياقات الإنسانية والإنمائية.
- تعزيز القدرات الوطنية للتصدي لزواج الأطفال، والزواج المبكر، والزواج القسري.
"تسبب الممارسات الضارة بحق الفتيات صدمات بالغة ودائمة تسلبهن حقهن في بلوغ كامل إمكانياتهن "
د. نتاليا كانيم، المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان
وينطوي برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان الشامل للوقاية من العنف المبني على النوع الاجتماعي والاستجابة له في الأردن مجالات التدخل الرئيسية التالية:
- تقديم الخدمات: يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني في عموم الأردن من خلال المساحات الآمنة المخصصة للنساء والفتيات. وفي هذه المساحات تحصل النساء والفتيات على خدمات الاستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي، أو خدمات الوقاية منه من دون وصم أو تمييز، وتشمل هذه الخدمات إدارة الحالة، والإحالات للمختصين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وجلسات رفع الوعي، والجلسات الإرشادية، إضافة إلى تعليم مهارات الحياة ونشاطات التمكين وإعادة بناء الثقة بالنفس. وتراعي هذه البرامج أن تشمل ذوات الإعاقة لكي لا تبقى أي منهن خلف الركب. في عام 2020 استطاع صندوق الأمم المتحدة للسكان مع 3 شركاء وهم: معهد العناية بصحة الأسرة، واتحاد المرأة الأردنية، ولجنة الإنقاذ الدولية (IRC)، ومنظمة مجتمع مدني محلية من إيصال الدعم للنساء والفتيات في المجتمعات المحلية في 19 مركز حول المملكة موزعة على النحو التالي: 7 مراكز في 3 مخيمات للاجئين السوريين (مخيم الزعتري، ومخيم الأزرق، والمخيم الإماراتي الأردني) و12 مركز في المجتمعات المضيفة في كل من عمان، والزرقاء، وإربد، والمفرق، والبلقاء، ومادبا، والكرك، والطفيلة.
- كما تجرى أنشطة التوعية في المجتمعات المضيفة، إلى جانب 3 مخيمات اللجوء. وهكذا، يتم الوصول لنحو 850 مستفيدة شهرياً. فالهدف من أنشطة التوعية هي إعلام المجتمعات المحلية بالخدمات المتاحة، والعمل على حشد المجتمع المحلي وخاصة فئة الشباب لتغيير الأنماط الاجتماعية، وتعزيز المساواة بين الجنسين مع التركيز على منع زواج الأطفال.
- ويعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان بالشراكة مع أصحاب علاقة رئيسيين في الحكومة الأردنية لتحسين الاستجابة المؤسسية للعنف المبني على النوع الاجتماعي. إذ تركز تدخلاتنا على ضمان الجودة النوعية والتنسيق عند الاستجابة متعددة القطاعات للعنف المبني على النوع الاجتماعي ليتم توفيرها من قبل قطاعات الصحة، والخدمات الاجتماعية، والشرطة، والعدالة. ولكي نحقق ذلك، نعمل مع أصحاب العلاقة المعنيين الوطنيين كوزارة الصحة، واللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، والمجلس الوطني لشؤون الأسرة وذلك لمراجعة سياسات أطر العمل لضمان وصول الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي على الخدمات الأساسية ولبناء القدرات الوطنية.
- لقد ناصر صندوق الأمم المتحدة للسكان النساء والفتيات منذ عام 1976، من خلال تعزيز الإصلاحات القانونية والسياسية، وجمع البيانات التي تراعي خصوصية النوع الاجتماعي، ودعم المبادرات التي تحسن من صحة المرأة وتوسع خياراتها في الحياة. إذ تركز مناصرة الصندوق على الحقوق والصحة الجنسية والإنجابية للفئات المهمشة والمستضعفة - بما في ذلك الفتيات اليافعات، واللاجئات من النساء، والأسر التي ترأسها النساء، فضلاً عمن يعشن في ظروف الفقر المدقع.
- وفي الاستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي يقود صندوق الأمم المتحدة للسكان جهود التنسيق متعددة القطاعات، كما ويشترك في رئاسة مجموعة العمل الفرعية للعنف الجنسي والعنف المبني على النوع الاجتماعي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفريق العمل الأردني المعني بنظام إدارة معلومات العنف المبني على النوع الاجتماعي التي تصدر منتجات تحليلية، وتقدم تحليلات للاتجاهات التي يسترشد بها برنامج الاستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي على المستوى الوطني.