Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

أمل برغم كل شيء

أمل برغم كل شيء

أخبار

أمل برغم كل شيء

calendar_today 26 مايو 2021

أمل برغم كل شيء

أمل سيدة أردنية في بداية العقد الخامس من عمرها، وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال، وبالرغم من أن اسمها يوحي بالتفاؤل إلا أنها منذ فترة وجيزة كانت ستفقد الأمل بسبب ما تعانيه في حياتها، لولا تدخل معهد العناية بصحة الأسرة المدعوم من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي أعاد لأمل ابتسامتها وتفاؤلها وأملها في المستقبل. فبعد أن تلقت الخدمات في المعهد تغيرت حياتها نحو الأفضل. إذ سمعت عن الخدمات التي يقدمها المركز من جاراتها المسجلات في الدورات التعليمية هناك. وهكذا، في أحد الأيام قررت زيارة مركز النساء والفتيات في مدينة مادبا - إلى الجنوب الغربي من العاصمة عمّان. وهناك بعد تقييمها وأخذ موافقتها الخطية والتأكيد على الحفاظ على خصوصيتها تمت إحالتها إلى مديرة حالة في المركز. وقد شرحت الأخيرة لأمل عن الهدف من التعامل معها من خلال الجلسات الفردية. علاوة على ذلك، تعرفت أمل على الخدمات الأخرى الموجودة في المركز كمجموعة الدعم، والأنشطة الترفيهية، إضافة إلى جلسات التوعية بالعنف المبني على النوع الاجتماعي لكلا الجنسين، والأنشطة الشبابية المتوفرة في المركز. كما تعرفت أمل على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ذات الجودة العالية والمقدمة في معهد العناية بصحة الأسرة كخدمات تنظيم الأسرة، واستشارات الصحة الإنجابية.

وبعد عدة جلسات فردية مع مديرة الحالة، شعرت أمل أنه باستطاعتها إطلاع المرشدة أنها تعاني من عنف الشريك الحميم، الأمر الذي أثر عليها نفسياً وعاطفياً. فبسبب الضغوط الاقتصادية التي فرضتها الجائحة وما تبعها من إجراءات حظر مشددة، لم يستطع الزوج تأمين احتياجات ومستلزمات البيت والعائلة، الأمر الذي دفعه لزيادة الضغط النفسي عليها. مما انعكس عليها سلباً، وأصابها بالقلق والتوتر والخوف وفقدان الأمان والشعور بالدونية، ويتجلى ذلك من خلال بكائها غير المبرر في بعض المواقف، والصمت المطول أو الغضب الانفعالي من أبنائها في مواقف أخرى. وفي نهاية الأمر، وفي غضون 6 أشهر خضعت أمل إلى 10 جلسات دعم نفسي واجتماعي منفردة، من خلال خطوط الدعم في الأماكن الصديقة للمرأة والفتاة (المراكز) التابعة لمعهد العناية بصحة الأسرة في مادبا

لا تفقدن الأمل بأنفسكن، فمع الإرادة يمكننا تحقيق المستحيل

أمل سيدة أردنية في بداية العقد الخامس من عمرها

 

وبفضل هذه الجلسات تمكنت أمل من تعلم مهارات حل المشكلات فضلاً عن مهارات اتخاذ القرارات، مما مكنها من استعادة ثقتها بنفسها. وبعد الانتهاء من تلك الجلسات عملت مديرة الحالة معها على تصميم "خطة أمان للناجية"، تساعدها في حماية نفسها في حال واجهت الإيذاء مجدداً.

وبعد أن وصلت أمل لحالة من الاتزان العاطفي والانفعالي، عُرضت عليها فكرة المشاركة في دورة "للسباكة"؛ فوافقت عليها بلا تردد وأكملت الدورة التدريبية بتفوق. وبهذا أصبحت أمل اليوم امرأة يشع منها التفاؤل والإيجابية. وهي ممتنة لهذه التجربة التي منحتها رؤية الحياة من منظور مختلف، أكثر إشراقا. فبفضل الخدمات الشاملة التي يقدمها كل من المعهد والمركز، خرجت أمل من شرنقتها وقابلت أناس جدد تربطها بهم علاقات جيدة، وتكن لهم كل الاحترام والتقدير. لكن، الأهم من ذلك كله أنها تشعر أن لديها دائرة دعم مقربة يمكن أن تلجأ إليها في أي وقت. كما أنها أصبحت قادرة على إدارة شؤونها بنفسها، وإصلاح بعض الأشياء بنفسها في البيت أو إعادة تدويرها مما ساعدها على توفير المال لتغطية مصروفات أخرى وذلك بتوفير أجور عمال الصيانة.

وفي النهاية توجه أمل رسالة إلى كل السيدات اللاتي يتعرضن لأي نوع من أنواع العنف المبني على النوع الاجتماعي، تقول فيها: "لا تفقدن الأمل بأنفسكن، فمع الإرادة يمكننا تحقيق المستحيل"

عن معهد العناية بصحة الأسرة

يعد معهد العناية بصحة الأسرة نموذجاً لخدمات الرعاية الصحية عالية الجودة للأطفال والأمهات في الأردن، وقد تأسس عام 1986 وهو جزء من مؤسسة نور الحسين التي تعمل في إطار مؤسسة الملك الحسين. لقد عمل معهد العناية بصحة الأسرة على تحسين جودة الخدمات من خلال تقديم نموذج للخدمات الشاملة، والتي تتضمن على سبيل المثال لا الحصر خدمات الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية التي تندرج تحت 6 محاور رئيسية، كما يلي: الرعاية الصحية الأولية، الدعم النفسي والاجتماعي، تمكين الشباب، وتشخيص الإعاقة وإعادة تأهيلها. والتدريب وبناء القدرات والتواصل.

الشراكة ما بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والمعهد

تعود الشراكة بين صندوق الأمم المتحدة للسكان معهد العناية بصحة الأسرة إلى عام 2008، إذ يدعم الصندوق في ثلاثة محاور رئيسية، هي: الشباب، الاستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي والوقاية منه، والصحة الجنسية والإنجابية.

كما يدعم الصندوق 8 مراكز تابعة للمعهد، في كل من: صويلح، وشرق عمان، والزرقاء، ودير علا، ومادبا، والكرك ومخيمي (الزعتري، والإماراتي -الأردني) للاجئين السوريين.