بمناسبة اليوم الدولي للفتاة وتحت إطار الموضوع العالمي لهذا العام “جيل رقمي. جيلنا"؛ جمعت مجموعة العمل الفرعية المعنية بالعنف المبني على النوع الاجتماعي (GBV SWG) في الأردن عددًا من القصص لفتيات في الأردن اللائي يعملن على سد الفجوة الرقمية بين الجنسين والدعوة لضمان حصول جميع الفتيات على فرص متساوية للوصول إلى الإنترنت. والتقنيات المختلفة والوصول المتكافئ إلى المهارات والفرص التقنية لبناء مستقبلهن.
نحتفل اليوم بجهود تلك الفتيات!
من مجرد هواية إلى وسيلة لكسب العيش
مساهمة من جمعية النساء العربيات في الأردن
في ذات يوم، عرض على سرى الفتاة الأردنية ذات الـ 19 ربيعاً فرصة للمشاركة في دورة للتصوير الفوتوغرافي تابعة لجمعية النساء العربيات في إحدى مراكزها في إربد. كانت دائماً سرى تحب التصوير لكنها لم تتلقَ أي تدريب عليه. وخلال الدورة تعلمت أساسيات التصوير، فضلاً عن استخدام أدوات التصوير المختلفة على يد مدربي تصوير مختصين. وبالفعل آتت هذه الدورة أكلها، إذ تقول سرى: "لقد استفدت كثيراً من هذه الدورة لأنها كانت بوابتي للدخول في مجالات أخرى".
وبفضل هذا الدورة التدريبية، عرض على سرى فرصة للتطوع مع نوافذ للتدريب والتنمية المستدامة. وهناك كانت مسؤولة عن التغطية الإعلامية للجلسات التي تعقد في المراكز. وهكذا، فإن سرى ممتنة لجمعية النساء العربيات. وتقول سرى: "أعزو نجاحي لهذا التدريب الذي أهلني وغيري من الفتيات ومكننا من مهارات التصوير اللازمة. فلم يكن ذلك بالإمكان لولا الفرصة التي أتاحوها لي وللفتيات الأخريات".
ومنذ ذلك الحين، وتستمر سرى في مسيرتها وتتعلم المزيد من المهارات الجديدة بجد واجتهاد. واليوم، تقدم سرى برامج إذاعية على استديو صوت الشباب، فيما تستعين بمهاراتها الفوتوغرافية في إنتاج فيديوهات لرفع الوعي حول قضايا تتعلق بالنساء والفتيات كالعنف ضدهن. وتختتم سرى كلامها قائلة:
يمكن للفتيات تحقيق المستحيل، فأنا مدينة للتدريب الذي خضته لأنه كان السبب وراء فوزي بالمركز الثالث في مسابقة لتصوير الفيديو
تبادل المعرفة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
مساهمة من إنقاذ الطفل الأردن
كغيرهن من الفتيات اليافعات، هربت دانا ولارا من الأزمة السورية في عام 2013 مع عائلاتهما بحثًا عن مستقبل أفضل في الأردن.
لطالما اعتبرت الشقيقتان نفسيهما صانعات للتغيير. من حبهم لأن يصبحوا متحدثين محفزين؛ قررت دانا ولارا استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات المختلفة لتمكين الفتيات الأخريات من خلال زيادة وعيهن بمخاطر العنف المبني على النوع الاجتماعي وخاصة الزواج المبكر. تعتقد دانا ولارا أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا مهمة وضرورية جداً في الوقت الحاضر؛ وخاصة خلال جائحة كوفيد-19. إذ تقول كليهما:
بدون التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لن تتمكن الفتيات من التعلم أو التواصل مع الآخرين خاصة أثناء فترات الإغلاق نتيجة جائحة كوفيد-19
المنصة المفضلة لدى لارا ودانا هي تيك توك. من خلال تصوير مقاطع الفيديو عبر هذه المنصة، تمكنوا من قيادة مبادرات مختلفة مثل إجراء سلسلة من مقاطع الفيديو حول عواقب وآثار الزواج المبكر وأشكال أخرى من العنف المبني على النوع الاجتماعي على الفتيات المراهقات وعلى المجتمع ككل. "أحب رفع الوعي من خلال منصة تيك توك. إنه تحدٍ ولكنه ممتع أيضًا!" تقول لارا البالغة من العمر 16 عامًا.
أصبحت هاتان الفتاتان الرائعتان صوتًا للفتيات الأخريات في مجتمعهن، حيث بدأن في تشجيع الفتيات الأخريات على استخدام تلك المنصات والتحدث عن تحدياتهن!
علاوة على ذلك، ركزوا أيضًا على زيادة وعي أولياء الأمور بفوائد منصات التواصل الاجتماعي وأهمية وصول الفتيات إلى هذه المنصات واستخدامها بشكل متساوي مقارنة مع أقرانهن الذكور. "نحن بحاجة إلى الاستمرار في تذكير الآباء بأنه يجب أن تتمتع الفتيات بإمكانية الوصول إلى الإنترنت على قدم المساواة مع الفتيان." تقول دانا.
واختتمت لارا بالقول: "نعم، تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بالعديد من الفوائد ولكن علينا أن نكون على دراية بكيفية استخدامها وحماية أنفسنا من أي من مخاطرها".
إعادة البناء بشكل أفضل
القصة مساهمة من معهد العناية بصحة الأسرة
تبلغ إيمان الفتاة اليافعة من العمر 14 ربيعا، وهي لاجئة سورية تسربت من المدرسة قبل أن تبدأ عملها في القطاع الزراعي في المفرق مثلها مثل كثير من الفتيات في عمرها. كانت تعمل لست ساعات في اليوم تحت حر الشمس والبرد وغيرها من الظروف الجوية الصعبة لتكسب عيشها وتساعد أسرتها الكبيرة. غير أن إيمان كانت تحلم بالعودة لمقاعد الدراسة واستكمال دراستها وتعليمها لتحصل على وظائف أفضل في المستقبل. وذات يوم، باشرت منظمة غير حكومية العمل في محافظة المفرق بهدف سحب الأطفال من سوق العمل، لاسيما من يعملون في الزراعة. وفي النهاية، وصلت المنظمة لإيمان واستطاعت أن ترجعها للمدرسة.
وخلال رحلتها، التقت إيمان بمتابعي الحالات التابعين لمعهد العناية بصحة الأسرة، الذين قدموا لها الدعم النفسي والاجتماعي، وجلسات رفع الوعي بمواضيع العنف المبني على النوع الاجتماعي، وغيرها من النشاطات الفنية. علاوة على ذلك، من خلال المعهد تعلمت إيمان كيفية تصفح الإنترنت بأمان وحماية نفسها والآخرين من المخاطر المرتبطة باستخدام اللابتوب والوصول إلى منصات التعلم عن بعد خلال فترة جائحة كورونا وما تبعها من إغلاقات.
واليوم، ينتظر إيمان مستقبل مختلف، فقد رجعت لمقاعد الدراسة، وهكذا ستتاح لها فرصٌ وظيفية أفضل في المستقبل. فهي الآن ممكنة تقنياً وقادرة على حماية نفسها والآخرين من مخاطر الإنترنت المحتملة.
اختتمت إيمان حديثها قائلة:
من حقي كفتاة أن اتعلم وأن استخدم التكنولوجيا بكل سهولة دون أي قيود
تعزيز مشاركة الفتيات في قطاع التكنولوجيا
قصة مساهمة من بلان إنترناشونال الأردن
شاركت 60 إمرأة وفتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و 24 عاماً في فعالية "شي هاك" “SheHack”الذي نظمته بلان إنترناشونال بالشراكة مع مساحة روباتنا والاتحاد الأوروبي لتمكين الفتيات اليافعات والشابات من مهارات تكنولوجيا المعلومات وتعزيزها وإتاحة الفرص لهن؛ غير أن فتاتين منهن صنعتا المعجزات.
زينه ولين، فتاتان يافعتنان أردنيتان، حصلتا على دورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر حول الدعم التقني، إضافة لجائزة مالية لتطوير مشروعهما الخاص عن تكنولوجيا المعلومات. لكنهما لم تتوقفا عند هذا الحد. فقد شاركتا في بطولة الكأس العربية التي عادة ما تكون حكراً على الشباب والفتيان. لكن بوجود الفتاتين تغيرت الصورة النمطية التي عادة ما ترافق هكذا فعاليات. علاوة على ذلك، فازت لين بالجائزة الأولى في المسابقة بينما عينت زينة كأفضل مبرمجة ومصممة في المسابقة. هاتان الفتاتان لديهما أحلام وطموحات كبيرة ويمكنها تغيير أي شيء، لكنهما كبداية بدأتا بتغيير الصورة النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي.